الملك – (يرفع رأسه أخيراً) صدقت إني أرى حياتي لا يمكن أن تدوم على هذا النحو.
الوزير – أجل يا مولاي. وأنه لمن الخير لك أن تعيش مع الملكة والناس في تفاهم وصفاء ، ولو منحت عقلك من أجل ذلك ثمناً!
الملك – (في تفكير) نعم إن في هذا آل الخير لي. إن الجنون يعطيني رغد العيش مع الملكة والناس آما تقول. وأما العقل فماذا يعطيني!
الوزير – لاشيء. إنه يجعلك منبوذا من الجميع، مجنوناً في نظر الجميع!
الملك – إذن فمن الجنون أن لا أختار الجنون .
الوزير – هذا عين ما أقول.
الملك – بل إنه لمن العقل أن أوثر الجنون.
الوزير – هذا لا ريب عندي فيه.
الملك – ما الفرق إذن بين العقل والجنون!
الوزير – (وقد بوغت) انتظر... (يفكر لحظة) لست أتبين فرقاً!
الملك – (في عجلة) عليّ بكأس من ماء النهر!
من مسرحية نهر الجنون للكاتب المصري توفيق الحكيم
مسرحية من فصلٍ واحد