أمضى من الألسنة، لفظهُ ما أحسنه، يخبر عن من مات من ألف سنة، به تسطرّ كل سيئة وحسنة.
تصبح الأوراق به في حسن الرياض ، ويسّود به البياض ، ويذب به عن الأعراض، وبه تشفى الصدور ، من العلل والأمراض .
فتاك سفاك بتاك هتاك .كتوم غشوم ظلوم عزوم
هو الذي كتب رسائل الصفاء، وهو دبّج أسطر الوفاء، وهو سجل أخبار الخلفاء، دون السؤال والجواب، والشكوى والعتاب، والخطأ والصواب، وما كنت تتلو من قبله من كتاب، بريشته تحل المعضلات، وتشرح المشكلات، وتصان المأثورات، وتبقى المحفوظات. يخطب بلا صوت، ويأكل بلا قوت، ويجمع بين الحياة والموت، به يرسم الهجر والوصل، والولاية والعزل، والجد والهزل.
به يقع العدل والحيف، والحق والزيف، وهو القاضي على السيف، به تنسخ المعرفة، وتنقل الفلسفة، وتخط الزخرفة. يسفسط ويقرمط ، وينسج ويدبّج ، يهدم بكلمة بناء عام ، ويلغي بجملة كيد أقوام ، له غمغمة، وهمهمة ، وتمتمة