Noureddine
الأفلام القصيرة هي المكان الذي يعبّر فيه الناس بحرّية يشير الناقد المصري ومدير مهرجان الإسماعيلية السينمائي عصام زكريا إلى أن لا قواعد محددة لصناعة الفيلم القصير الروائي أو الوثائقي، إذ إن هناك ما يتجاوز فكرة الأنواع، حتى في الأفلام الروائية الطويلة غير التجارية التي نشاهدها في المهرجانات والبرامج الفنية غير التجارية، ثمة أنواع هجينة مثل Docudrama التي تعتمد على أحداث وشخصيات حقيقية ولكن مُقدّمة بقالب روائي. ويلفت عصام زكريا إلى أن صنّاع الأفلام لم يعودوا يقدمون أفلاماً تسجيلية وثائقية أو روائية بحتة، باستثناء صنّاع الأفلام الوثائقية الذين بقوا مخلصين لهذا النوع من الأفلام، بل ويفرضون على أنفسهم تقنيات معينة يحافظون من خلالها على النظرة الموضوعية والحياد الذي من المفترض أن تتسم به السينما التسجيلية. في تجارب الشباب في الدورة الرابعة عشرة للمهرجان أعمال شبه وثائقية وأخرى روائية، فالأفلام القصيرة هي المكان الذي يستطيع من خلاله الناس أن يعبّروا بحرّية من دون قيود وبعيداً من شروط السوق والإنتاج والتلفزيون. عن أهمية هذه الأفلام، يقول عصام زكريا: “تكمن أهمية هذه الأفلام في أن صنّاعها الشباب يجرون “بروفا” للأفلام الطويلة، لأن الفن السينمائي حرفة وليس نظريات، إذ يتعامل صنّاع الأفلام مع العديد من الناس من ممثلين ومصوّرين وعمال إضاءة، وذلك كله يتطلب خبرة طويلة، وأول ما يوفره الفيلم القصير هو الخبرة وتطبيق القواعد النظرية المتعارف عليها، كما يتعرف صنّاع الأفلام على ردود فعل الناس وأحكامهم، وبالتالي يسعون إلى تطوير أنفسهم. ويوضح زكريا أن هذه الأفلام لا تخضع للرقابة، ولكن إذا ذهبت للعروض العامة في دور العرض السينمائية يمكن أن تخضع للرقابة، ذلك أن مخرجي الأفلام القصيرة أحرار في أعمالهم.
Sep 29, 2022 1:11 PM